المسألة التيمية في المنع من شد الرحل للروضة النبوية
المسألة التيمية في المنع من شد الرحل للروضة النبوية تأليف بلال فيصل البحر.
قال: فقد اشتهر عن الإمام أبي العباس بن تيمية رحمه الله فتياه المعروفة في المنع من قصد القبر الشريف بالزيارة على جهة شد الرحل إليه دون قصد المسجد قبله وصنف في ذلك مسألة مفردة وهي المعروفة بالأخنائية تعرض فيها لنقض كلام القاضي تقي الدين الأخنائي المالكي في هذا المعنى وتكلم على ذلك في منسكه أيضا.
وهي إحدى المسائل التي حفظت عنه وانفرد بها وجرت له بسببها محنة سجن فيها وأوذي حتى قال الحافظ ابن حجر والقسطلاني والمقريزي في إمتاع الأسماع إنها من أبشع ما نقل عن ابن تيمية من المسائل التي انفرد بها عن علماء عصره من الحنابلة أهل مذهبه وغيرهم.
وقد رأيت بعض من تكلم عن المسألة من خصوم ابن تيمية أو من أنصاره من أهل عصرنا سواء لم يأت فيها بطائل سوى التعصب له أو عليه فقصارى من ينتصر له أن ينقل كلام حنابلة العصر من شيوخ نجد، والمخالف يرد بكلام الخصم حتى اعتقد طوائف من الفريقين الإجماع على صحة قوله وبطلان قول خصمه.
وقد رأيت أن أفرد في المسألة مختصرا أجمع فيه ذيول البحث وأطرافه سالكا فيه سبيل الإنصاف إن شاء الله قاصدا فيه فض النزاع بين الخصوم وتوقيف الفريقين على مجموع ما في المسألة من الدلائل والأقاويل.
فإن لم يقنع الناظر فيه بما رجحته أو صححته فلا أقل من أن يعذر مخالفه فيما صار إليه ويدع الإنكار والتشنيع عليه إذا ظهر له أنها من مسائل الخلاف التي لا إنكار فيها، فأقول وبالله التوفيق.