نبي الله (صلى الله عليه وسلم) حي يرزق
قال المحدث الكبير أبو الفضل السيد عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري في الأحاديث المنتقاة في فضائل سيدنا رسول الله:
قوله: “فنبي الله حي يرزق” هذا مأخوذ من القرآن الكريم، فإن الله تعالى قال: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ)، الآية والأنبياء أولى بهذا من الشهداء إجماعا وفي الصحيح أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مر ليلة الإسراء على موسى وهو قائم يصلي في قبره أخرجه مسلم عن أنس ولأبي يعلى بإسناد صحيح عن أنس مرفوعا: “الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون” وفي الباب أحاديث ذكر الحافظ البيهقي جملة منها في جزء حياة الأنبياء هو مطبوع بل بلغت في الكثرة إلى حد التواتر كما نص عليه الحافظ السيوطي في مرقاة الصعود حاشية سنن أبي داود وفي إنباه الأذكياء بحياة الأنبياء وأدرجها شيخ بعض شيوخنا العلامة المحدث أبو عبد الله السيد محمد بن جعفر الكتاني في كتابه نظم المتناثر من الحديث المتواتر، وذكر القرطبي ووافقه ابن القيم أن حياة الأنبياء في قبورهم مقطوع بها، وذلك لتواتر أحاديثها كما بينا ولانعقاد الإجماع عليها حكاه ابن حزم في المحلى والحافظ السخاوي في القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع، وانظر كتابي الرد المحكم المتين فقد حررت فيه هذا البحث تحريرا وافيا.